سورة الروم - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الروم)


        


استغراقُهم فى الاشتغال بالدنيا، وانهماكهم فى تعليق القلب بها.. مَنَعَهم عن العلم بالآخرة. وقيمةُ كلِّ امرئ عِلمه بالله؛ ففى الأثر عن عليِّ _رضى الله عنه_ أنه قال؛ أهل الدنيا عَلَى غفلةٍ من الآخرة، والمشتغلون بعلم الآخرة كذلك بوجودها فى غفلة عن الله.


إنَّ مَنْ نَظَرَ حقَّ النظر، ووَضَعَ النظر موضعَه أثمر له العلم واجباً، فإذا استبصر بنور اليقين أحكامَ الغائبات، وعَلِمَ موعوده الصادق فى المستأنف- نجا عن كَدِّ التردد والتجويز فسبيلُ مَنْ صحا عقلُه ألا يجنحَ إلى التقصير فيما به كمال سكونه.


سَيْرُ النفوسِ فى أقطار الأرض ومناكبها لأداء العبادات، وسَيْرُ القلوبِ بِجَولاَنِ الفِكْرِ فى جميع المخلوقات، وغايته الظَّفَرُ بحقائق العلوم التى توجِبُ ثلج الصدر- ثم تلك العلوم على درجات. وسير الأرواح فى ميادين الغيب بنعت حرق سرادقات الملكوت، وقصاراه الوصولُ إلى محلِّ الشهود واستيلاء سلطان الحقيقة. وسير الأشرار بالترقى عن الحِدْثان بأَسْرِها، والتحقق أولاً بالصفات، ثم بالخمود بالكلية عمَّا سِوى الحقِّ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8